هل تتدخل إسرائيل لتأجيل الإنتخابات النيابية؟
يُعتبر لبنان بلد المفاجآت، ولا شيء مضموناً ولو كان بحجم استحقاق انتخابي قد يكون الأهم في تاريخ لبنان بعد الطائف، فالإنتخابات المحددة في أيار المقبل، والتي فُتح باب الترشيح إليها منذ أيام قد لا تحصل في موعدها.
يتساءل كثيرون اليوم حول ما إذا كانت الإنتخابات ستحصل في موعدها أم لا، إذ أن المؤشرات الموجودة اليوم لا توحي بذلك، والمقصود بالمؤشرات هو اشتداد الأزمة المالية، وازدياد حجم الخلاف الحكومي، فمن يرغب بإجراء انتخابات لا يمكنه التعاطي مع اللبنانيين بالطريقة التي تتعاطى بها السلطة معه اليوم، فهل يمكن إجراء انتخابات بدولار يفوق الـ 30 ألف ليرة؟
ولكن بالوقائع السياسية، والكواليس، فإن الإنتخابات النيابية بنسبة كبيرة جداً ستحصل في موعدها، وهذا المطلب ليس داخلياً بل دولياً، والدول التي تسعى لحصول الانتخابات تعتبرها شرطاً أساسياً، وهي مستعدة لرعايتها مالياً ولوجستياً أيضاً، وتهدد بالويل لمن يؤجلها.
لم يعد تأجيل الانتخابات أمراً سهلاً كما كان في السابق، فاليوم لن يتجرأ أحد على المطالبة بالتأجيل أو التمديد للمجلس النيابي، خاصة أن التمديد هذه المرة مربوطاً بتمديد رئاسي من نوع آخر، وهو ما يُعتبر خطاً أحمر لدى بعض القوى السياسية، وبالتالي لا يمكن بالسياسة تأجيل الانتخابات.
لكن هناك أمر واحد وحيد يؤجل الاستحقاق الانتخابي وهو وقوع حدث “حربي”، أي إما اندلاع حرب إسرائيلية، أو وقوع حدث داخل لبنان يوازي الحرب الاسرائيلية أهمية وخطورة، ومن هنا يُشيع البعض بأن الوحيد القادر على تأجيل الانتخابات هو حزب الله، لذلك عندما يُسأل مقربون من حزب الله عن الانتخابات يُجيبون بأن “الحزب من جهته يرغب بحصولها، ويعمل لاجلها، ولكن علينا انتظار موقف الذين يعولون على هزيمة حزب الله وفريقه، ماذا سيفعلون عندما يكتشفون أن الإنتخابات لن تؤدي الى تحقيق أهدافهم”.